للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شئت، واقطع حبل من شئت، وخذ من أموالنا ما شئت، وأعطنا ما شئت، وما أخذت منا كان أحب إلينا مما تركت، وما أمرتنا فيه من أمر فأمرنا تبع لأمرك، فواللَّه لئن سرت حتى تبلغ البرك من غمدان لنسيرن معك، والذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فَخُضْتَهُ لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدواً غداً، إنا لَصُبُرٌ في الحرب، صُدقٌ في اللقاء، ولعل اللَّه يريك منا ما تقر به عينك، فسر بنا على بركة اللَّه، فأشرق وجه رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - وسُرَّ بما سمع، ونشطه ذلك، ثم قال: ((سيروا وأبشروا، فإن اللَّه قد وعدني إحدى الطائفتين، ولكأني الآن أنظر إلى مصارع القوم)) (١).

ومن مواقفه العظيمة في بدر: اعتماده على ربه - تبارك وتعالى - لأنه قد علم أن النصر لا يكون بكثرة العدد ولا العدة، وإنما يكون بنصر اللَّه - عز وجل - مع الأخذ بالأسباب والاعتماد على اللَّه.

عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: لما كان يوم بدر نظر رسول اللَّه


(١) سقت هذه القصة بالمعنى، وانظر: سيرة ابن هشام، ٢/ ٢٥٣، وفتح الباري، ٧/ ٢٨٧، وزاد المعاد، ٣/ ١٧٣، والرحيق المختوم، ص٢٠٠، وقد أخرج البخاري مواضع منها. انظر: البخاري مع الفتح، كتاب المغازي، باب: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ} ٧/ ٢٨٧، (رقم ٣٩٥٢)، وكتاب التفسير، ٨/ ٢٧٣، وأخرج مسلم بعض المواضع من القصة. انظر: صحيح مسلم، كتاب الجهاد والسير، باب غزوة بدر، ٣/ ١٤٠٣ (١٧٧٩)، وانظر: التاريخ الإسلامي لمحمود شاكر، ٢/ ١٩٤.

<<  <   >  >>