للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: لا واللَّه ما ولى رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -، ولكنه خرج شبان أصحابه (١) وأخفاؤهم (٢) حسراً (٣) ليس عليهم سلاح أو كثير سلاح، فلقوا قوماً رماة لا يكاد يسقط لهم سهم، جمع هوازن، وبني نصر، فرشقوهم رشقاً (٤)، ما يكادون يخطئون، فانكشفوا، فأقبل القوم إلى رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - وأبو سفيان بن الحارث يقود بغلته، فنزل ودعا واستنصر وهو يقول:

أنا النبي لا كذب ... أنا ابن عبد المطلب

اللَّهم نزِّل نصرك (٥)

قال البراء: كنا واللَّه إذا حمر البأس (٦) نتقي به، وإن الشجاع منا للذي يحاذي به، يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - (٧).

وفي رواية لمسلم عن سلمة قال: مررت على رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -


(١) جمع شباب. شرح النووي لمسلم، ١٢/ ١١٧.
(٢) جمع خفيف، وهم المسارعون المستعجلون. شرح النووي لمسلم، ١٢/ ١١٧.
(٣) حسراً: جمع حاسر، أي بغير دروع، وقد فسره بقوله: ليس عليهم سلاح. شرح النووي لمسلم، ١٢/ ١١٧.
(٤) رشقا: هو بفتح الراء، وهو مصدر، وأما الرشق بالكسر فهو اسم للسهام التي ترميها الجماعة دفعة واحدة. انظر: شرح النووي، ١٢/ ١١٨.
(٥) مسلم، في كتاب الجهاد والسير، باب غزوة حنين، مع التصرف في بعض الكلمات، ٣/ ١٤٠٠، (رقم ١٧٧٦)، والبخاري مع الفتح، كتاب الجهاد، باب من صف أصحابه عند الهزيمة ونزل عن دابته فاستنصر، ٦/ ١٠٥، ٨/ ٢٧، ٢٨، (رقم ٢٩٣٠).
(٦) إذا احمر البأس: كناية عن شدة الحرب، واستعير ذلك لحمرة الدماء الحاصلة فيها في العادة. انظر: شرح النووي، ١٢/ ١٢١.
(٧) رواه مسلم في كتابا الجهاد والسير، باب غزوة حنين، ٣/ ١٤٠١، (رقم ١٧٧٦/ ٧٩).

<<  <   >  >>