للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد وصف الله - عز وجل - عباد الرحمن بالاستقامة في لفظاتهم وخطواتهم، فقال: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا} (١)، كما جمع الله - عز وجل - بين اللحظات والخطرات في قوله تعالى: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} (٢).

[المطلب الرابع: أصول المعاصي]

قال الإمام ابن القيم رحمه الله: ((أصول الخطايا كلها ثلاثة:

١ - الكِبْر: وهو الذي أصار إبليس إلى ما أصاره.

٢ - الحِرْص: وهو الذي أخرج آدم من الجنة.

٣ - الحَسَد: وهو الذي جرَّأَ أحد ابني آدم على أخيه.

فمن وُقِيَ شر هذه الثلاثة فقد وُقِيَ الشر، فالكفر من الكِبْر، والمعاصي من الحِرص، والبغي والظلم من الحسَد)) (٣).

وذكر الإمام ابن القيم رحمه الله أن أصول المعاصي كلها كبارها وصغارها ثلاثة:

١ - تعلق القلب بغير الله، وهو الشرك، فغاية التعلّق بغير الله شرك، وأن يُدعى معه إله آخر.

٢ - طاعة القوة الغضبية، وهي الظلم، وغاية ذلك القتل.

٣ - طاعة القوة الشهوانية، وهي الفواحش، وغاية ذلك الزنا.


(١) سورة الفرقان، الآية: ٦٣.
(٢) سورة غافر، الآية: ١٩.
(٣) الفوائد، ص١٠٥.

<<  <   >  >>