للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والضلالة، فبالخير يختبر هل يؤدّى شكره، وبالشر يختبر هل يصبر على ضرّه (١).

٢ - الابتلاء بالمال والولد، قال الله - عز وجل -: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَالله عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} (٢)،فالأموال والأولاد فتنة: أي اختبار وابتلاء من الله تعالى لخلقه؛ ليعلم من يطيعه ممن يعصيه (٣)،قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: ((لا يقولن أحدكم اللهم إني أعوذ بك من الفتنة، فإنه ليس منكم أحد إلا وهو مشتمل على فتنة؛ لأن الله تعالى يقول: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ} فأيكم استعاذ فليستعذ بالله تعالى من مُضلاّت الفتن)) (٤).

٣ - وقد تكون الفتنة أعمَّ مما تقدّم، قال الله - عز وجل -: {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا} (٥)، وهذه الفتن وغيرها مما في معناها تكون من أسباب النجاة عند النجاح في الاختبار، وتكون من أسباب المعاصي والهلاك عند الإخفاق والرسوب في الامتحان، والله نسأل التوفيق والعفو والعافية في الدنيا والآخرة.

[النوع الثاني: أسباب الوقوع في المعاصي، ومنها:]

١ - ضعف الإيمان واليقين بالله - عز وجل -، والجهل به سبحانه؛ فإن عدم المراقبة لله - عز وجل - وعدم الخوف منه، وعدم محبته وإجلاله وتعظيمه وخشيته تجعل الإنسان يستخف بوعد الله - عز وجل - ووعيده، والله سبحانه لا تخفى عليه


(١) انظر: جامع البيان عن تأويل آي القرآن، للطبري، ١٨/ ٤٤٠.
(٢) سورة التغابن، الآية: ١٥.
(٣) انظر: تفسير القرآن العظيم، لابن كثير، ٤/ ٣٧٦.
(٤) إغاثة اللهفان، لابن القيم، ٢/ ١٦٠.
(٥) سورة الفرقان، الآية: ٢٠.

<<  <   >  >>