للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأول ما اشتدَّ برسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - وجعه في بيت ميمونة - رضي الله عنها -، فاستأذن أزواجه أن يمرض في بيت عائشة - رضي الله عنها - (١) , فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: لما ثقل رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -، واشتدَّ به وجعه، استأذن أزواجه أن يمرض في بيتي، فأذنَّ له، فخرج وهو بين رجلين تخطُّ رجلاه في الأرض بين عباس بن عبد المطلب وبين رجل آخر (٢)، وكانت عائشة - رضي الله عنها - تحدث أن رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - لما دخل بيتي واشتدّ به وجعه، قال: ((هَرِيقوا (٣) عليَّ من سبع قرب (٤) لم تُحْلَلْ أوكيتهن لعلي أعهد (٥) إلى الناس, فأجلسناه في مِخضَب (٦) لحفصة زوج النبي

- صلى الله عليه وسلم -، ثم طفقنا (٧) نصبُّ عليه من تلك القرب, حتى طفق يشير إلينا بيده أن قد فعلتن, ثم


(١) صحيح مسلم، برقم ٤١٨, وانظر: فتح الباري ٨/ ١٢٩.
(٢) هو علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - كما قال ابن عباس في آخر حديث البخاري، برقم ٦٨٧، ومسلم، برقم ٤١٨.
(٣) وفي رواية: أهريقوا: أي أريقوا وصبوا. الفتح، ١/ ٣٠٣.
(٤) هذا من باب التداوي؛ لأن لعدد السبع دخولاً في كثير من أمور الشريعة, وأصل الخلقة, وفي رواية لهذا الحديث عند الطبراني: (( ... من آبار شتى)) ١/ ٣٠٣ و٨/ ١٤١.
(٥) أعهد: أي أوصي. الفتح، ١/ ٣٠٣.
(٦) المخضب: هو إناء نحو المركن الذي يغسل فيه، وتغسل فيه الثياب من أي جنس كان. النووي، ٤/ ٣٧٩، والفتح، ١/ ٣٠١، و٣٠٣.
(٧) طفقنا: أي شرعنا: يقال: طفق يفعل كذا إذا شرع في فعل واستمر فيه. الفتح، ٣/ ٣٠٣.

<<  <   >  >>