للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صلى الله عليه وسلم - (١)، وقد كان - صلى الله عليه وسلم - يصيبه الجوع وهو حي؛ ولهذا يمر ويمضي الشهر والشهران، وما أُوقدت في أبيات رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - نار, قال عروة لعائشة رضي اللَّه عن الجميع: ما كان يقيتكم؟ قالت: ((الأسودان: التمر والماء ... )) (٢)، ومع هذا كان يقول - صلى الله عليه وسلم -: ((مالي وللدنيا، ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف، فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار، ثم راح وتركها)) (٣).

وخلاصة القول: إن الدروس والفوائد والعبر في هذا المبحث كثيرة, ومنها:

١ - الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لم يبعثوا لجمع الأموال، وإنما بعثوا لهداية الناس، وإخراجهم من الظلمات إلى النور؛ ولهذا لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر.

٢ - زهد النبي - صلى الله عليه وسلم - في الدنيا وحطامها الفاني؛ وإنما هو كالراكب الذي استظل تحت شجرة، ثم راح وتركها.

٣ - استغناء النبي - صلى الله عليه وسلم - عن سؤال الناس، فهو يقترض ويرهن حتى


(١) انظر: شرح النووي، ١١/ ٤٣.
(٢) انظر: البخاري مع الفتح، ١١/ ٢٨٣.
(٣) أحمد، ٦/ ١٥٤، برقم ٢٧٤٥، وقال ابن كثير في البداية والنهاية، ٥/ ٢٨٤: <وإسناده جيد<, وأخرجه الترمذي، برقم ٢٣٧٧، وغيره, وانظر: الأحاديث الصحيحة، برقم ٤٣٩, وصحيح الترمذي، ٢/ ٢٨٠.

<<  <   >  >>