للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في بيت آسية زوجة فرعون, ولم يسأل - عليه السلام - أن يزول من لسانه بالكلية، بل بحيث يزول العي، ويحصل له فهم ما يُراد منه، وهو قدر الحاجة)) (١).

وبعد أن سأل ربه تعالى من المطالب الأخرى: {وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي} بيّن الغاية من هذه المطالب {كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا * إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا} (٢)، وعبّر بقوله: (كَيْ)، والتي تفيد العلية (٣)، أي: سألتك تلك الأمور حتى نذكرك الذكر الكثير من التسبيح والتهليل وغيره.

فتضمّنت هذه الدعوة المباركة سؤال اللَّه تعالى الإعانة على أمور الدين من العبادة، والطاعة، والذكر، والتسبيح؛ لهذا يندب للداعي ذكر علة دعائه خاصة إذا كان من أمور الدين.

الفوائد:

١ - فيه بيان لفضيلة الذكر، ((فإن مدار العبادات كلها والدين على ذكر اللَّه.

٢ - أنّ الدعاء هو العبادة التي خُلِقَ الخلق من أجلها.

٣ - إن الذكر يعين العبد على القيام بالطاعات وإن شقّت، ويهوّن


(١) تفسير ابن كثير، ٣/ ٢٠٤.
(٢) سورة طه، الآيات: ٢٩ - ٣٥.
(٣) انظر: القياس في القرآن والسنة النبوية، ص ٣٥١.

<<  <   >  >>