للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أي أمرٍ من أموري، كما أخبر بذلك - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ الشَّيْطَانَ يَحْضُرُ أَحَدَكُمْ عِنْدَ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ شَأْنِهِ، حَتَّى يَحْضُرَهُ عِنْدَ طَعَامِه ... )) (١).

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((كل شيء)): دلالة على العموم، فتضمّنت هذه الاستعاذة العظيمة: الاستعاذة من مادة الشرّ كلّه، وأصله، والتي هي ((من جميع نزغات الشيطان، ومن مسّه، ووسوسته، فإذا أعاذ اللَّه عبده من هذا الشرّ، وأجاب دعاءه، سلم من كل شرّ، ووُفِّقَ لكل خير)) (٢). وقوله تعالى: {أَنْ يَحْضُرُونِ} أي أعذني أن يحضر في كل الأحوال والأوقات، ومن ذلك حال النزع التي هي أشدّ الأحوال.

وكان النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يُعلِّم الصحابة هذه الكلمات عند الفزع من النوم، قال عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: قال رسولُ اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: «إذا فَزِعَ أحَدُكم في النوم فَلْيَقُلْ: أَعوذ بكلمات اللَّه التَّامَّة من غضبه، وعِقَابِهِ، وشرِّ عِبادِهِ، ومن هَمَزَاتِ الشَّياطينِ، وأنْ يَحضُرونِ، فإنَّها لَنْ تَضُرَّهُ، فكان عبد اللَّه بن عمرو يُعَلِّمُها من بلغ من ولده ... )) (٣).

تضمنت هذه الاستعاذة الكثير من الفوا ئد المهمّة، منها:


(١) مسلم، كتاب الأشربة، باب لعق الأصابع والقصعة، وأكل اللقمة الساقطة بعد مسح ما يصيبها من أذى، وكراهة مسح اليد قبل لعقها، برقم ٢٠٣٣.
(٢) تفسير ابن سعدي، ص ٦٥٣.
(٣) الترمذي، بلفظه، كتاب الدعوات، باب حدثنا محمد بن حاتم، برقم ٣٥٢٨، وأبو داود، كتاب الطب، باب كيف الرقى، برقم ٣٨٩٣، وابن أبي شيبة، ٥/ ٤٣٩، والترمذي الحكيم في نوادر الأصول فى أحاديث الرسول، ١/ ٢، وحسّنه الألباني في صحيح الترمذي، برقم ٢٧٩٣، وصحيح الترغيب والترهيب، ١/ ١٢٨، برقم ١٦٠١.

<<  <   >  >>