للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن يصلوا إلى دار السلام، جاء عن الضحاك: ((ليس أحد إلا يُعطَى نوراً يوم القيامة، فإذا انتهوا إلى الصراط طفئ نور المنافقين فلما رأى المؤمنون ذلك أشفقوا أن يطفأ نورهم كما طفأ نور المنافقين)) (١).

قال العلامة عبد الرحمن السعدي رحمه اللَّه: ((حين يسعى المؤمنون يوم القيامة بنور إيمانهم، ويمشون بضيائه، ويتمتعون بروحه وراحته، ويشفقون إذا طفئت الأنوار، التي تعطى المنافقين، ويسألون اللَّه تعالى أن يُتمِّمَ لهم نورهم، فيستجيب اللَّه دعوتهم، ويوصلهم بما معهم من النور واليقين، إلى جنات النعيم، وجوار الرب الكريم، وكل هذا من آثار التوبة النصوح)) (٢).

{إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}: علَّلوا بسؤالهم أنك يا ربنا ما سألناك بهذه المطالب إلا لأنك على كل شيء قدير، فلا يعجزك

شيء، فأتمم لنا هذا الخير، وأدمه إلى أن نصل إلى موعودنا دار السلام.


(١) تفسير ابن كثير، ٤/ ٤٠٥، ورواية الطبري في تفسيره ٢٣/ ٤٩٦ عن الحسن: ((ليس أحد إلا يُعطى نورًا يوم القيامة، يعطى المؤمن والمنافق، فيطفأ نور المنافق، فيخشى المؤمن أن يطفأ نوره))، ورواية الحاكم في المستدرك وصححها، ٢/ ٥٣٨: ((ليس أحد من الموحدين إلا يُعطى نوراً يوم القيامة، فأما المنافق فيطفأ نوره، والمؤمن مشفق مما رأى من إطفاء نور المنافق)). وعزاه السيوطي في الدر المنثور، ١٤/ ٥٩٣ للحاكم، والبيهقي في البعث،
(٢) تفسير ابن سعدي، ص ١٠٣٦.

<<  <   >  >>