للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيما أحتاج إليه، وأن يكون حلالاً مُعيناً على طاعتك، وعبادتك على الوجه الذي ترضاه عني، وأسألك صلاح الأهل، من الزوجة الصالحة، والذرية والمسكن الهنيء، والحياة الآمنة الطيبة، قال جلّ شأنه: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (١).

قوله: {فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً}: أي في الدنيا بالقناعة، وراحة البال، والرزق الحلال والتوفيق لصالح الأعمال، ((فالحياة الطيبة تشمل وجوه الراحة من أي جهة كانت)) (٢).

قوله: (وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي): أي وفّقني للعمل

الصالح الذي يرضيك عني، وملازمة طاعتك، والتوفيق إلى حسن الخاتمة حتى رجوعي إليك يوم القيامة، فأفوز بالجنان، قال اللَّه تعالى: {وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ} (٣)، لم يقل تعالى ممدود، بل قال: {مَعْدُودٍ} أي يُعدّ عدّاً إلى هذا اليوم العظيم، فينبغي لنا أن نعدّ العُدّة إلى هذا اليوم.

قوله: (واجعل الحياة زيادة لي في كل خير): أي اجعل يا اللَّه الحياة سبباً في زيادة كل خير يرضيك عني من العبادة والطاعة.

ويُفهم من ذلك أن طول عمر المسلم زيادة في الأعمال


(١) سورة النحل، الآية: ٩٧.
(٢) تفسير ابن كثير، ٢/ ٧٩٠.
(٣) سورة هود، الآية: ١٠٤.

<<  <   >  >>