للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مُسْتَكْرِهَ لَهُ)) (١).

قوله: ((فليعزم)) أي يحسن الظن باللَّه في الإجابة؛ لأنه يدعو رباً كريماً جواداً قديراً، وإذا تأكد هذا الأمر في قلب العبد، فليدعُ مستيقناً بإجابة ربه تعالى له، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالْإِجَابَةِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لَاهٍ)) (٢).

واللَّه تعالى يجيب دعاء عبده على قدر حسن ظنه به، قال تعالى في الحديث القدسي: ((أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي فَلْيَظُنَّ بِي مَا شَاءَ) وفي لفظ: ((أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي إِنْ ظَنَّ بِي خَيْرًا فَلَهُ وَإِنْ ظَنَّ شَرًّا فَلَهُ)) (٣)، ففيه ترغيب من اللَّه تعالى لعباده بتحسين ظنونهم، وأنه تعالى يعاملهم على حسبها، فمن ظنّ به خيراً أفاض عليه جزيل خيراته، وأسبل عليه جميل تفضلاته، ونثر عليه محاسن كراماته وعطائه، ومن لم يكن في ظنه هكذا، لم يكن اللَّه تعالى له هكذا، فعلى العبد أن يكون حسن الظن بربه في جميع حالاته، ويستعين


(١) متفق عليه: البخاري، كتاب الدعوات، باب ليعزم المسألة فإنه لا مكره له، ٨/ ٧٤، برقم ٦٣٣٧، صحيح مسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب العزم بالدعاء، ولا يقل: إن شئت، ٤/ ٢٠٦٣، برقم ٢٦٧٨.
(٢) سنن الترمذي، كتاب الدعوات عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، باب حدثنا عبد الله بن معاوية، ٥/ ٥١٧، برقم ٣٤٧٩، المستدرك، ١/ ٦٧٠، وصححه الألباني في: صحيح الترمذي، برقم ٣٤٧٩، وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم ٥٩٤.
(٣) أخرجه أحمد، ١٥/ ٣٥، برقم ٩٠٧٦، والطبراني في المعجم الكبير ٢٢/ ٨٧، وصححه الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم ١٦٦٣.

<<  <   >  >>