للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - مغفرة الذنوب (١).

عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، أَنَّ عَلِيًّا، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((سَلِ اللهَ تَعَالَى الْهُدَى، وَالسَّدَادَ، وَاذْكُرْ بِالْهُدَى هِدَايَتَكَ الطَّرِيقَ، وَاذْكُرْ بِالسَّدَادِ تَسْدِيدَكَ السَّهْمَ)) (٢).

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: (واذكر بالهدى هدايتك الطريق): أن تذكر في حال دُعائك الهداية من ركب متن الطريق ((لا يكاد يفارق الجادة، ولا يعدل عنها يمنة ويسرة خوفاً من الضلال، وبذلك يصيب الهداية، وينال السلامة، يقول: إذا سألت اللَّه تعالى الهدى, فاخطر بقلبك هداية الطريق، وسل اللَّه الاستقامة، كما تتحرَّاه في هداية الطريق إذا

سلكتها)) (٣).

قوله: (والسداد سداد السهم): واخطر المعنى في قلبك كذلك حين تسأل اللَّه السداد مثل سداد السهم نحو الغرض، لا يعدل عنه يميناً ولا شمالاً، فكذلك تسأل اللَّه تعالى أنَّ ما تنويه من السداد على شاكلة السهم (٤)، وكذلك تسأل اللَّه غاية السداد وأكمله، ففي هذا الحديث أهمية استحضار المعاني والمدلولات؛ لأن الداعي يسأل رب السموات والأرض رب العالمين؛ فإن من قام في قلبه من ذلك


(١) شرح رياض الصالحين لابن عثيمين، ٤/ ٦٢.
(٢) أخرجه أحمد، ٢/ ٩١، برقم ٦٦٤، ورقم ١١٦٨، والحاكم، ٤/ ٢٦٨ بلفظ: ((يا علي سل الله ... ))، والبزار، ٢/ ١١٩، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم ٣٠٤٦.
(٣) معالم السنن للخطابي، ٤/ ١٩٩.
(٤) المرجع السابق.

<<  <   >  >>