للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جَارِ السُّوءِ في دَارِ الْمُقامَةِ)) (١).

[الشرح:]

قوله: ((اللَّهم إني أعوذ بك من يوم السوء)): استعاذة باللَّه تعالى من يوم يكون فيه القبح والفحش, والشر, وتكون فيه المصائب، ونزول البلاء، والغفلة, فهذه استعاذة كاملة من كل سوء وشرٍّ يقع في اليوم (٢).

قوله: ((ومن ليلة السوء)): عطف الخاص على العام، ومن ليلة ينزل فيها شر، وسوء وبلاء.

قوله: ((ومن ساعة السوء)): تخصيص بعد تخصيص لشدة

الافتقار إلى حفظ اللَّه تعالى للعبد في كل الأزمنة، وفيه بيان أن العاصم هو اللَّه جلَّ وعلا، لا أحد سواه، وأن العباد لا غنى لهم عنه تعالى طرفة عين في كل الأحوال والأوقات.

قوله: ((ومن صاحب السوء)): ومن صاحب الشرّ الذي ليس فيه صلاح؛ فإن مصاحبته فيها ضرّ وهلاك في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي


(١) أخرجه الطبراني في الكبير، ١٧/ ٢٩٤، برقم ٨١٠، والديلمي، ١/ ٤٦١، برقم ١٨٧٣. قال الهيثمي في الزوائد، ١٠/ ١٤٤: ((ورجاله رجال الصحيح)). وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة، برقم ١٤٤٣، وصحيح الجامع، ١/ ٢٧٨، برقم ١٢٩٩.
(٢) فيض القدير، ٢/ ١٣٩ بتصرف.

<<  <   >  >>