للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المستلزم للعمل، وأما إن أريد به مجرد العلم، فلا يدلّ على أن من فقه في الدين فقد أريد به خيراً؛ فإن الفقه حينئذ يكون شرطاً لإرادة الخير، وعلى الأول يكون موجباً)) (١).

فتضمّنت هذه الدعوات المهمّات التوفيق إلى أكمل العلوم: الكتاب، والسنة، والفهم، والمعرفة في الاجتهاد فيهما، فينبغي للعبد طالب العلم خاصة أن يكثر من هذا الدعاء المبارك.

١٠٠ - ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ)) (٢).

[الشرح:]

اشتمل هذا الحديث على أعظم شر وأخطره يُستعاذ باللَّه منه،

وهو الشرك، فإن الشرك باللَّه العظيم أعظم الظلم والجرم، قال اللًّه تعالى عن لقمان وهو يعظ ابنه: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} (٣)، وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} (٤).


(١) مفتاح دار السعادة، ١/ ٤٦.
(٢) أخرجه البخاري في الأدب المفرد، ص ٢٥٠، برقم ٧١٦، والضياء المقدسي، ١/ ٤٥، وهو في عمل اليوم والليلة لابن السني، برقم ٢٥٨، وهناد في الزهد، ٢/ ٤٣٤، برقم ٨٤٩، والحكيم الترمذي، ٤/ ١٤٢، وأبو يعلى ١/ ٦٠، برقم ٥٨، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد، ص ٢٦٦، برقم ٥٥١.
(٣) سورة لقمان، الآية: ١٣.
(٤) سورة النساء، الآية: ٤٨.

<<  <   >  >>