للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصمد: في اللغة ((القصد))، وهو اسم من أسمائه تعالى، والمعنى هو السيد الذي يُقصد بالسؤال والرغبة والرهبة والحوائج، وهو الذي انتهى سؤدده، فلا أحد فوقه جلَّ وعلا، وهو الذي لا جوف له، ولا يأكل، ولا يشرب.

كفواً أحد: أي لا مثيلاً، ولا نظيراً لكماله تعالى على الإطلاق من كل الوجوه.

[الشرح:]

قوله: ((اللَّهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت اللَّه)): أي أسألك يا اللَّه بأني أقر وأشهد أنك أنت المعبود بحق، لا أحد سواك, وهذا قسم استعطافي، أي: أسألك باستحقاقك لتلك الصفات الثبوتية، والسلبية (١).

قوله: ((الأحد الصمد)): أي أسألك باسمك الأحد الذي لا نظير له، ولا شبيه، ولا عديل، المنفرد بالربوبية، والألوهية, لكمال أسمائك وصفاتك وأفعالك، وأنت السيد الذي ليس فوقك أحد, وأنت الذي تصمد القلوب لك بالسؤال والحاجة.

قوله: ((الذي لم يلد ولم يولد)): الذي ليس له ولد، ولا والد، ولا صاحبة, وهذا النفي متضمن لكمال غناه، وعدم حاجته جل وعلا لأحد من خلقه.

قوله: ((ولم يكن له كفواً أحد)): أي ليس لك مماثل، ولا شبيه، ولا نظير في ذاتك، ولا في صفاتك، ولا في أفعالك بوجه من


(١) الفتوحات الربانية، ٣/ ٦٣٦.

<<  <   >  >>