للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هنا ثِقل الدين وشدّته، الذي يميل بصاحبه عن الاستواء.

غلبة الرجال: شدّة تسلّطهم وقهرهم بغير حق تغلباً وجدلاً (١).

[الشرح]:

العجز، والكسل، والبخل، والجبن: تقدم شرحها سابقاً.

استعاذ النبي - صلى الله عليه وسلم - من هذه الأمور؛ لأنها منغصات للحياة، من جميع الوجوه، في النفس، والجسد، والعقل، والقلب.

قوله: ((اللَّهم إني أعوذ بك من الهم والحزن)): استعاذ منهما لما فيهما من شدة الضرر على البدن، وإذابة قواه، وتشويش الفكر والعقل، والإنشغال بهما يفوِّتان على العبد الكثير من الخير، وانشغال الفؤاد والنفس عن الطاعات والواجبات، هذا إن كان الهمّ والحزن في أمور الدنيا، أما همّ الآخرة، فهو محمود؛ لأنه يزيد في

الطاعة، ويبعث النفس على الجدّ، والعمل، والمراقبة، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((مَنْ جَعَلَ الْهُمُومَ هَمًّا وَاحِدًا: هَمَّ الْمَعَادِ، كَفَاهُ اللَّهُ هَمَّ دُنْيَاهُ، وَمَنْ تَشَعَّبَتْ بِهِ الْهُمُومُ في أَحْوَالِ الدُّنْيَا، لَمْ يُبَالِ اللَّهُ فِي أَيِّ أَوْدِيَتِهِ هَلَكَ)) (٢).

وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((مَنْ كَانَتْ الْآخِرَةُ هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ، وَمَنْ كَانَتْ الدُّنْيَا هَمَّهُ


(١) فتح الباري، ١١/ ٢٠٧، وفيض القدير، ٢/ ١٥١.
(٢) ابن ماجه، أبواب الزهد، باب الهم بالدنيا، برقم ٤١٠٦، والحاكم، ٢/ ٤٤٣، وابن أبي شيبة، ١٣/ ٢٢٠، والبزار، ٥/ ٦٨، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه، برقم ٢٠٧، وصحيح الترغيب والترهيب، برقم ٣١٧٠.

<<  <   >  >>