للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَقِنِي شَرَّمَا قْضَيْتَ، إِنَّهُ لا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ)) (١).

[الشرح]:

هذا الدعاء الجليل، عظيم القدر والشأن, مشتمل على مقاصد ومطالب عظيمة, في الدين, والدنيا, والآخرة، وفيه معان جلال, في مسائل العقيدة والتوحيد, من التوسلات: بأسماء اللَّه تعالى وصفاته, وأفعاله, وتوسلٌ بآلائه وإنعامه, وكذلك إثبات وإقرار بصفاته تعالى المثبتة والمنفية, وإيمان بالقضاء والقدر, والمشيئة, بأجمل المباني، وأوسع المعاني, وقد ثبت هذا الدعاء المبارك

في حالتين: في دعاء قنوت الوتر الذي علمه النبي - صلى الله عليه وسلم - للحسن بن علي - رضي الله عنه - , وثبت عن أنس - رضي الله عنه - في قوله: ((كان يعلمنا هذا الدعاء)) كما في تخريج المؤلف حفظه اللَّه في الحاشية, فدلّ على أهمية هذا الدعاء المبارك من أمرين: تعليمه لابن ابنته الحسن كما سبق, وكذلك للصحابة، كما قال أنس ((وكان يعلمنا .. )) فقد ذكرنا في عدة مواضع أن فعل المضارع بعد كان, يدل على


(١) أحمد في المسند، ٣/ ٢٤٩، برقم ١٧٢٣، والبزار، ٤/ ١٧٥، وابن حبان، ٣/ ٢٢٥، وقال محققو المسند، ٣/ ٢٤٩: ((إسناده صحيح))، وهذه رواية مطلقة غير مقيدة بالوتر كما جاء في الرواية الأخرى، ففي هذه الرواية قال أنس - رضي الله عنه -: ((وكان يعلمنا هذا الدعاء ... ))، ومقيدة بالوتر عند أبي داود، أبواب الوتر، باب القنوت في الوتر، برقم ١٤٢٧، والنسائي، كتاب قيام الليل وتطوع النهار، باب الدعاء في الوتر، برقم ١٧٤٥، وله في الكبرى، كتاب الطهارة، صفة الغسل من الجنابة، برقم ١٤٤٦، والحاكم، ٣/ ١٧٢، وابن خزيمة،
٢/ ١٥١، وأبو يعلى، ١٢/ ١٣٢، وابن أبي شيبة، ٢/ ٣٠٠، وعبد الرزاق، ٣/ ١٠٨، وصححه الألباني في صحيح أبي داود، برقم ١٢٨١.

<<  <   >  >>