للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تعالى: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} (١) , وهذه هي الولاية المقصودة في هذا الدعاء المبارك التي تقتضي: التوفيق, والنصرة, والعناية, والصبر عن كل ما يغضب اللَّه تبارك وتعالى , وفي هذا تنبيه على أن من حصل له ذلّ في الناس، فهو بنقصان ما فاته من تولى اللَّه تعالى, وإلا فمع الولاية الكاملة ينتفي الذل كله، ولو سلّط عليه من في أقطار الأرض.

قوله: ((فيمن توليت)) كسابقه توسّلُ اللَّه من أنعم عليهم بالولاية الخاصة.

قوله: ((وبارك لي فيما أعطيت)): البركة هي النماء والخير الكثير الثابت, وتكون حسية أو معنوية, ففي هذا سؤال اللَّه - عز وجل - البركة في كل ما أعطاه الرب - جل جلاله -: من علم أو مال, وفي العمر، والأهل, والذرية, والمسكن، وغير ذلك, بأن ينميه, ويثبته, ويحفظه ويسلمه من كل الآفات.

قوله: ((وقني شر ما قضيت)): أي شر الذي قضيته, فإن اللَّه - جل جلاله - يقضي بالخير, ويقضي بالشر لحكمته البالغة, التي لا تحيط بها كل

الخلائق, أما قضاؤه بالخير, فهو خير محض في القضاء والمقضي, أي في الفعل, والمفعول, مثل القضاء للناس بالرزق الواسع, والآمن والهداية والنصر ونحو ذلك, أما قضاؤه بالشر فهو خير في القضاء؛ لأنه فعله فهو خير محض من كل الوجوه, وشر في المقضي وهو المفعول أي: المخلوق, مثل ((القحط)) فهو خير من


(١) سورة البقرة, الآية: ٢٥٧.

<<  <   >  >>