للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال عمر بن ذر لأبيه: يا أبت، ما لك إذا تكلمت أبكيت الناس وتكلم غيرك لم يبكهم؟ فقال: يا بني ليست النائحة الثكلي مثل النائحة المستأجرة.

تكلم الحسن يوما حتى أبكى الناس فقال: عجيج كعجيج النساء ولا عزم، وخدعة كخدعة إخوة يوسف إذ جاءوا أباهم عشاء يبكون.

قال جعفر الصادق رضي الله عنه: عجبت لمن خاف كيف لا يفزع إلى قوله سبحانه: {حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} فإني سمعت الله يقول بعقبها: {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ}؟ وعجبت لمن اغتم كيف لا يفزع إلى قوله: {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} فإني سمعت الله سبحانه يقول بعقبها: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ}؟ وعجبت لمن مكر به كيف لا يفزع إلى قوله: {وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}. فإني سمعت الله عز وجل يقول بعقبها: {فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا}؟ وعجبت لمن أراد الدنيا وزينتها كيف لا يفزع إلى قوله تعالى: {مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ}، فإني سمعت الله عز وجل يقول بعقبها: {فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ}؟

<<  <   >  >>