للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ما حل يكون إمام المسلمين ويعلم القرآن العظيم، وأما عبد الحق فإنه يدرس حتى يموت، قال: فكان الأمر كما قاله الشيخ. قلت عبد الواحد الكاتب هو المعروف بأبي دينار، وقد نال مع أمير المؤمنين المستنصر فوق ما ينال، وأزيد مما يقدر إنه تعالق به الآمال.

وها نحن نذكر بعض ما تخيره ذكرا، ونورد طرفا من تصوفه شعرا. كانت له رحمه الله ورضي عنه، أذكار وأوراد، فمن جملة أذكاره حزبه الذي كان يلازمه بعد صلاة الصبح، كان رضي الله عنه، يجلس في مصلاه بعد صلاة الصبح متربعا ويقول: استغفر الله العظيم، الذي لا إله إلا هو، الحي القيوم، وأتوب إليه إنه هو التواب الرحيم، مائة مرة لا إله إلا الله الحق المبين، مائة مرة، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، والله أكبر وسبحان الله، وبحمده ولا حول ولا قوة إلا بالله استغفر الله، الأول الآخر الظاهر الباطن، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، عشر مرات؛ سبحان من في السموات عرشه، سبحان من في الأرض موضع أثره، سبحان من في البحر سبيله، سبحان من في الجنة رحمته، سبحان من في النار عقابه، سبحان من سبقت رحمته غضبه، سبحان من لا منجى ولا ملجأ إلا إليه، عشر مرات؛ يا مثبت القلوب ثبت قلبي على دينك، مائة مرة؛ يا مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك، عشر مرات؛ أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون، إلى قوله وكذلك تخرجون.

[ومن قوله تعالى] {هو الله الذي لا إله إلا هو، عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم} إلى آخر السورة، ثلاث مرات؛ ثم الأسماء الحسنى التي تضمنها الحديث، {هو الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم} إلى آخرها، وهو اسمه تعالى الصبور، ويختمها بقوله: {هو الله الذي لا إله إلا

<<  <   >  >>