للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قلة الأكل، فلما كانت ليلة الثاني عشر من شعبان، دعا خواص أصحابه وأمرهم أن يحضروا عنده وأن يوقدوا الشمع ويؤنسوه بقراءة القرآن، ففعلوا ذلك، وأمرهم أن يأتوه بماء زمزم ليشرب فأتوه فشرب؛ وكانوا معه ليلتهم، فلما أصبحوا أمرهم أن يأتوه بكفن على وفق السنة فأتوه به، فأمرهم أن يحفروا قبره في موضع اختاره، ثم قال لهم إذا أذن العصر أموت، فقالت له زوجته: كيف أصنع ما لي صبر؟ فقال لها: يصبرك الله. ولقد شهد الحاضرون أنهم لم يروا لها جزعا بعد موته، فلما كان عند العصر سأل أصحابه: هل حان الوقت؟ فقالوا له هذا المؤذن يؤذن بالعصر، وحكى المؤذن، فلما كان آخر الأذان توفى رحمة الله عليه ورضوانه لديه، وكان قال لهم لا يحملني إلا الفقراء، ولا تخبروا بي أحدا حتى أجعل على الألواح وذكرت زوجته إنه لما كان قرب موته قال لها: إني رأيت سليمان الفارسي وأبا هريرة وغيرهما من الصحابة رضي الله عنهم، جاءوا ليأخذوني معهم، فتوفي رحمه الله عند أذان العصر في اليوم الثاني عشر لشهر شعبان المكرم عام ثمانية وثلاثين وستمائة.

وقال بعض أصحابه: لما كان عند موته ذكر جميع أصحابه ودعا لهم،

<<  <   >  >>