للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جمال من سميته داثر ... ما حاجة العقل بالداثر

وإنما مطلبه في الذي ... هام الورى في جنسه الباهر

فالشعب والعبر لمثلي ألا ... إني من أجل الأول الآخر

أفاد للشمس سني كالذي ... أعاره للقمر الزاهر

أصبحت فيه مغرما حائرا ... لله در المغرم الحائر

ومن ذلك، إنه كان يوما ببلدة "مالقة" حرسها الله، وكان كثيرا ما يجود عليه كتاب الله تعالى، فقرأ يوما طالب قوله تعالى: إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدنيفقال معجلا رضي الله تعالى عنه وقد فهم من الآية ما لم يفهم، وعلم منها ما لا يعلم:

انظر للفظ أنا يا مغرما فيه ... من حيث نظرتنا لعل تدريه

خل ادخارك لا تفجر بعارية ... لا يستعير فقير من مواليه

جسوم أحرفه للسر حاملة ... أن شئت تعرفه جرد معانيه

ومن ذلك، إنه كان ببجاية حرسها الله تعالى، فدخل عليه شخص من أهلها يعرف بابي الحسن ابن علال من أهل الأمانة والديانة، فوجده يذاكر بعض أهل العلم فاستحسن منه إيراده للعلم، واستعماله لمحاضرة الفهم، فاعتقد شياخته وتقديمه، ثم نوى أن يؤثر الفقراء من ماله بعشرين دينارا شكرا لله تعالى، ويأتيهم بمأكول، فلما يسر جميع ما اهتم به، أراد أن يقسمه فيعطيه شطره ويدع الشطر الثاني إلى حين انصراف الشيخ، ليكون للفقراء زادا، فلما كان في الليل، رأى مناما فيه "النبي صلى الله عليه وسلم" ومعه أبو بكر وعلي، رضي

<<  <   >  >>