للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعلى من جاء على بين ... يبغي الإسلام بلا مين

خوفا من غاسية الحين ... وأبي عمرو ذي النورين

المستحي المستحيا البهج

وعلى من بمقالتهم أخذا ... وتحامى الهدى حين حذا

ومعالي نثرته نبذا ... وأبي حسن في العلم إذا

وافى بسحائبه الخلج

وما زالت هذه القصيدة معلومة الإفادة، ظاهرة الزيادة. وهذا التخميس قد ظهر من أمره ومن العناية بمنشئه ما دل على خلوص نيته، وصلاح طويته. وهذه القصيدة التي هي الأصل مع وصيته رحمه الله، أرويها عن الشيخين أبي عبد الله ابن رحيمة الباني وأبي العباس ابن خضر الصدفي رحمهما الله، والوصية هي:-

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الحفيظ، هذا ما أروع العبد يوسف الرب الذي خلق الأشياء، ورزق الأحياء، وملك العالمين، وحفظ السموات والارضين، أودعه جميع ولد أبيه، وأهله وأهل أخيه، وجميع ما خولهما من نعمه، وملكهما من قسمه، ظاهرا وباطنا، وصير ذلك إلى أمانته، وأسلمه إلى رعايته، واستحفظه في ذلك كله، وتبرأ إليه من حوله وقوته، ولم يلج سوي فضله وطوله، هو الحفيظ الذي لا يهمل، الوكيل الذي لا يغفل، العليم الذي لا يجهل، الجواد الذي لا يبخل، الأول الذي ينعم ويتطول، هو الأخير الذي لا يزال ولا يتحول، السالم من سلمه، والغانم من عصمه، والمفلح من كرمه، قد رضيه مستودعا، ووثق به مستحفظا، ولم يحتج معه إلى ما يحتاج إليه من الأمانات، وتحصيل التقبيضات، وانتقال المآلات، في ضروب التصريفات،

<<  <   >  >>