للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فصار أمراء الحرب يسوسون الناس في أمر الدنيا والدين الظاهر، وشيوخ العلم يسوسون الناس بما يرجع إليهم من العلم والدين، وهؤلاء أولو الأمر، وتجب طاعتهم فيما يأمرون به من طاعة الله التي هم أولو أمرها) (١) اهـ.

وقال رحمه الله في موضع آخر: (" أولو الأمر ": أصحاب الأمر وذووه، وهم الذين يأمرون الناس، وذلك يشترك فيه أهل اليد والقدرة، وأهل العلم والكلام، فلهذا كان أولو الأمر صنفين: العلماء والأمراء، فإذا صلحوا صلح الناس، وإذا فسدوا فسد الناس) (٢).

وقال تلميذه الإمام المحقق ابن قيم الجوزية رحمه الله واصفًا العلماء: (هم في الأرض بمنزلة النجوم في السماء، بهم يهتدي الحيران في الظلماء، وحاجة الناس إليهم أعظم من حاجتهم إلى الطعام والشراب، وطاعتهم أفرض من طاعة الأمهات والآباء (٣) بنص الكتاب، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} (٤) [النساء: ٥٩] اهـ.

قال ميمون بن مهران: " إن مثل العالم في البلد كمثل عينٍ عذبة في البلد " (٥).


(١) " مجموع الفتاوى " (١١/ ٥٥١).
(٢) " السابق " (٢٨/ ١٧٠).
(٣) وينبغي أن يكون هذا فيما يتعلق بأمر العلم لا مطلقًا، كما ذكره بعض الشافعية، انظر: " غذاء الألباب " للسفاريني (١/ ٣٣٨).
(٤) " إعلام الموقعين عن رب العالمين " (١/ ١٠).
(٥) " جامع بيان العلم وفضله " (١/ ٢٣٧).

<<  <   >  >>