للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والنميمة- حرام بالإجماع، وإنما الخلاف في الغيبة: هل هي كبيرة أو صغيرة؟، ونُقِل الإجماع على أنها كبيرة، وقال أخرون: " محله إن كانت في طلبة العلم، وحملة القرآن، وإلا كانت صغيرة ") (١) اهـ.

وعن جابر رضي الله عنه قال: (كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فهبَّت ريح مُنْتنَة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أتدرون ما هذه الريح؟ هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين ") (٢).

وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: (قلت للنبي - صلى الله عليه وسلم -: " حسبك من صفية كذا وكذا "، قال بعض الرواة: تعني أنها قصيرة، فقال: " لقد قلتِ كلمة لو مُزِجت بماء البحر لمزجته ") (٣).


(١) تطهير العيبة من دنس الغيبة " ص (٤٥)، وانظر: " مغني المحتاج " (٤/ ٤٢٧).
(٢) أخرجه الإمام أحمد (٣/ ٣٥١)، والبخاري في " الأدب المفرد " (٧٣٢)، وابن حبان في " الثقات " (٢/ ٧٢)، وقال الهيثمي في " المجمع ": " رواته ثقات " (٨/ ٩١)، وحسنه الحافظ في " الفتح " (١٠/ ٤٧٠)، وحسنه الألباني في " غاية المرام " رقم (٤٢٩)، وللحديث طريق أخرى عند البخاري في " الأدب المفرد " بسنده عن جابر بلفظ: (هاجت ريح منتنة على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إِن ناسًا من المنافقين اغتابوا أناسًا من المسلمين، فبعثت هذه الريح لذلك ") قال الألباني: " إسناده جيد على شرط الصحيح " اهـ.
فائدة: قيل لبعضهم: " ما الحكمة في أن ريح الغيبة ونتنها كانت تتبين على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا تتبين في يومنا هذا؟ ".
قال: " لأن الغيبة كثرت في يومنا، فامتلأت الأنوف منها، فلم تتبين الرائحة، وهي النتن، ويكون مثال هذا، مثال رجل دخل دار الدباغين، لا يقدر على القرار فيها من شدة الرائحة، وأهل تلك الدار يأكلون فيها الطعام، ويشربون الشراب، ولا تتبين لهم الرائحة، لأنه قد امتلأت أنوفهم منها، كذلك أمر الغيبة في يومنا هذا " اهـ. من " تنبيه الغافلين " (١/ ١٧٥) للسمرقندي.
(٣) أخرجه الامام أحمد (٦/ ١٨٦, ٢٠٦)، وأبو داود (٤٨٧٥)، والترمذي (٢٥٠٢)، وابن أبي الدنيا في " الصمت " رقم (٢٠٦)، وقال الترمذي: " حديث حسن صحيح ".

<<  <   >  >>