للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن قتادة قال: (سألت أبا الطفيل عن مسألة، فقال: " إن لكل مقام مقالاً ") (١).

ولقي رجل عالمًا في السوق يشتري، فأراد أن يسأله، فقال له: " إن عقلي مع دراهمي ".

وعن عطاء بن السائب قال: " كان عبد الرحمن بن أبي ليلى يكره أن يُسأل وهو يمشي " (٢)

وقال ابن جماعة: " ولا تسال عن شيء في غير موضعه إلا لحاجة، أو علمٍ بإيثار الشيخ ذلك " (٣).

* وليحذر طالب العلم عند استفتاء العالم أن يتعنت عند طلب الدليل على فتواه (٤)، بأن يخرج ذلك في صورة تستفزه، وتثير حفيظته، قال الخطيب


(١) " الفقيه والمتفقه " (٢/ ١٧٩).
(٢) " الجامع " للخطيب (١/ ٢١٢).
(٣) " تذكرة السامع والمتكلم " ص (١٥٧).
(٤) مع أنه ينبغي للمفتي أن يذكر دليل الحكم ومأخذه ابتداءً ما أمكنه ذلك، وألا يلقيه إلى المستفتي ساذَجًا مجردًا عن دليله، كما ذكر ذلك ابن القيم في " إعلام الموقعين " (٤/ ١٦١)، وقال فى موضع آخر: " ينبغي للمفتي أن يفتي بلفظ النص مهما أمكنه، فإنه يتضمن الحكم والدليل مع البيان التام، فهو حكم مضمون له الصواب، متضمن للدليل عليه في أحسن بيان، وقول الفقيه المعين ليس كذلك، وقد كان الصحابة والتابعون والأئمة الذين سلكوا على منهاجهم يتحرون ذلك غاية التحري " اهـ. من " إعلام الموقعين " (٤/ ١٧٠).
وقال أيضًا رحمه الله: " عاب بعض الناس ذكر الاستدلال في الفتوى، وهذا العيب أولى بالعيب، بل جمال الفتوى وروحها هو الدليل، فكيف يكون ذكر كلام الله ورسوله واجماع المسلمين عيبًا؟ وهل ذكر قول الله ورسوله إلا طراز الفتوى؟ =

<<  <   >  >>