للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: " ذرونى ما تركتم, فإِنما هلَكَ مَنْ كان قبلكم بكثرة سؤالهم (١)، واختلافهم على أنبيائهم، فإِذا أمرتكم بشيء فأتُوا منه ما استطعتم، وإِذا نهيتكم عن شيء فدعوه " (٢).

وعن الحجاج بن عامر الثمالي رضي الله عنه أن رسول - صلى الله عليه وسلم - قال: " إِياكم وكثرةَ السؤال " (٣).

ورُوي عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " إِن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها، وحَدَّ حدودًا فلا تعتدوها، وحرَّم أشياء فلا تقربوها، وترك أشياء من غير نسيان، فلا تبحثوا عنها " (٤).

وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: سُئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أشياء، قال: " الحلال ما أحلّ الله في كتابه، والحرام ما حرّم الله في كتابه، وما سكت عنه فهو مما قد عفا عنه، فلا تتكلّفوا " (٥).

وعن أنس رضي الله عنه قال: (نُهينا أن نسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن شيء، وكان


(١) كما فعلوا مع موسى عليه السلام حين قال لهم: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً} الآيات (البقرة: ٦٧)، فلما زادوا نبيهم عليه السلام أذىً وتعنتًا، زادهم الله عقوبة وتشديدًا، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " لو أخذوا أدنى بقرة اكتفوا بها، لكنهم شدَّدوا، فشدد الله عليهم " رواه ابن جرير في " التفسير " (٢/ ٢٠٤)، رقم (١٢٣٥).
(٢) رواه الإمام أحمد (٢/ ٤٨٢)، ومسلم (١٣٣٧) (٣/ ٤٨١)، والنسائي (٥/ ١١٠).
(٣) رواه ابن عبد البر في " جامع بيان العلم " (٢/ ١٠٥٩) رقم (٢٠٤٦)، وقال محققه أبو الأشبال: " حسن ".
(٤) رواه الدارقطني (٤/ ١٨٤)، والحاكم (٤/ ١١٥)، لكنه منقطع بين مكحول وأبي ثعلبة رضي الله عنه، ويشهد له حديث سلمان الذي بعده.
(٥) رواه الترمذي رقم (١٧٢٦) (٤/ ٢٢٠)، وقال: " حديث غريب "، وابن ماجه رقم (٣٣٦٦)، والحاكم (٤/ ١١٥)، وفيه سيف بن هارون، قال الذهبي: " ضعفه جماعة "، وحسنه الألباني في " صحيح الترمذي " رقم (١٤١٠).

<<  <   >  >>