للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

* قال الإمام الخطيب البغدادي رحمه الله:

(ومن الأدب إذا روى المحدث حديثًا، فعرض للطالب في خلاله شيء أراد السؤال عنه، أن لا يسأل عنه في تلك الحال، بل يصبر حتى يُنهي الراوي حديثه، ثم يسأل عما عرض له).

ثم روى بسنده إلى نافع: (أن تميمًا الداريَّ رضي الله عنه استأذن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في القصص، فقال: " إنه على مثل الريح "، قال: " إني أرجو العاقبة "، فأذِن له عمر، فجلس إليه عمر، فقال تميم في قوله: " اتقوا زلة العالم "، فكره عمر أن يسأله عنه، فيقطعَ على القوم، وحضر منه قيام، فقال لابن عباس: " إذا فرغ فاسأله: ما زلة العالم؟ "، ثم قام عمر، فجلس ابن عباس فغفل غفلة، وفرغ تميم، وقام يصلي، وكان يطيل الصلاة، فقال ابن عباس: لو رجعتُ فَقِلْتُ (١) ثم أتيته، فرجع، وطال على عمر، فأتى ابن عباس فسأله، فقال: " ما صنعتَ؟ "، فأعتذر إليه، فقال: " انطلق "، وأخذ بيده حتى أتى تميمًا الداريَّ، فقال له: " ما زلة العالم؟ "، قال: " العالم يزلُّ بالناس، فيؤخَذ به، فعسى أن يتوب منه العالم، والناس يأخذون به ") (٢).

وقال الحسين بن علي لابنه: " يا بني! إذا جالست العلماء فكن على أن تسمع أحرصَ منك على أن تقول، وتعلم حسن الاستماع كما تتعلم حسن الصمت، ولا تقطع على أحدٍ حديثًا -وإن طال- حتى يمسك " (٣).


(١) أي: نمتُ نوم القيلولة، وهو النوم وسط النهار.
(٢) " الجامع " (١/ ٢١١ - ٢١٢).
(٣) " جامع بيان العلم وفضله " (١/ ٥٢١).

<<  <   >  >>