للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لحال القرآن (١)

وقال الحسين بن فهم: (ما رأيت أنبل من " خلف بن هشام "، كان يبدأ بأهل القرآن، ثم يأذن لأصحابه الحديث) (٢) وكان لا يرى استصغار حامل القرآن، بل لابد من توقيره، فإن معه أعظم وأفضل ما يُرفع به الناس، ولو كان حامل القرآن صغير السن بالنسبة لكبار القراء.

فعن أحمد بن إبراهيم، وَرَّاق خلف بن هشام أنه سمع خلفًا يقول: (قدمتُ الكوفة، فصِرتُ إلى سُليم بن عيسى، فقال لي: " ما أقدمَك؟ "، قلت: " أقرأ على أبي بكر بن عياش "، فقال: " لا تريده؟ "، قلت: " بلى "، فدعا ابنه، وكتب معه إلى أبي بكر, ولم أدْرِ ما كتبَ، فأتينا منزل أبي بكر، قال ابن أبي حسان: وكان لخلف تسعَ عشرةَ سنة، فلما قرأ الورقة، قال: " أدخِل الرجل "، فدخلتُ، وسلَّمت، فصَعَّد فيَّ النظر، ثم قال: " أنت خلف؟ " قلت: " نعم "، قال: " أنت لم تُخَلِّفْ ببغدادَ أحدًا أقرأ مِنْكَ؟ "، فَسَكَتُّ، فقال لي: " اقعد , هاتِ اقرأ "، قلتُ: " أعليكَ؟ "، قال: " نعم "، قلت: " لا والله لا أقرأ على رجل يستصغر رجلاً من حَمَلَةِ القرآن "، ثم خرجتُ , فوجَّه إلى سُلَيمٍ يسأله أن يَرُدَّني , فأبيتُ، ثم إني نَدِمْتُ , واحتجت، فكتبتُ قراءة عاصمٍ عن يحيى بن آدم عن أبي بكر) (٣).

* * *


(١) " السابق " (٨/ ٥٠٠).
(٢) " السابق " (١٠/ ٥٧٩).
(٣) " السابق " (١٠/ ٥٧٩ - ٥٨٠).

<<  <   >  >>