للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

* ومن ذلك:

أنه نقل عن السلف تكفير الجهمية (١)، ثم عقَّب ذلك بالتنبيه على أن الأشاعرة من الجهمية، فينتج أن الأشاعرة كفار.

* وما أدق ما عبر به شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حين قال في سياق كلامه عن الأشعرية: (وأما في الصفات: فليسوا جهمية محضة، بل فيهم نوع من التجهم .. ) (٢) اهـ.

وقال رحمه الله أيضاً: (وأما الأشعرية فلا يرون السيف موافقة لأهل الحديث، وهم بالجملة أقرب المتكلمين إلى مذهب أهل السنة والحديث .. ) (٣) اهـ.

وقال شيخ الإسلام أيضًا في معرض ذكره لذم السلفِ أهلَ الكلام من الأشاعرة وغيرهم: (وإن كان في كلامهم من الأدلة الصحيحة وموافقة السنة ما لا يوجد في كلام عامة الطوائف، فإنهم أقرب طوائف أهل الكلام إلى السنة


(١) ومقصود السلف: تكفير الجهمية المحضة (النفاة)، الذين ينفون الأسماء والصفات؛ لأنه يلزم من قولهم العدم، وهؤلاء هم الذين قال فيهم ابن القيم رحمه الله: " مشركو العرب خير من الجهمية ".
وفيهم قيل:
ألا إن جهمًا كافر بان كفره ... ومن قال يومًا قول جهم فقد كفر
لقد ضل جهم حين سمَّى إلهه ... سميعًا بلا سمع بصيرًا بلا بصر
والمعتزلة ليسوا جهمية محضة؛ لأنهم أثبتوا الأسماء، ونفوا الصفات، فهم في نفي الصفات فرع عن الجهمية، ويخالفونهم في إثبات الأسماء، وإذا سمَّي الأشاعرة والماتريدية جهمية فهذا الوصف نسبي بالنسبة إلى التحريف والتأويل.
(٢) " مجموع الفتاوى " (٦/ ٥٥).
(٣) " مجموع الفتاوى " (٦/ ٥٥).

<<  <   >  >>