للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- وهذا عين ما يقال في المحاولات الخائبة للطعن في صحيح البخاري باعتباره أصح كتاب بعد القرآن الكريم، وقد صرح بعض الدجاجلة الطاعنين في البخاري بهذا الهدف جهارًا نهارًا، فقال في جرأة يحسد عليها في سياق التعليل لاختياره " صحيح البخاري " بالذات للتشكيك في أحاديثه: (هي أن يكون الرجوع بأحاديث غيره إلى القرآن أولى وأهم باعتبار أنه عمدة المراجع لأصح الأحاديث) (١).

- ومن ذلك ما يدأب فيه الرافضة -قَبَّحهم الله، ونكَّس راياتهم- من الطعن في صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتصويرهم -إلا خمسة منهم- في أشنع صورة وأقبحها، وكلما عظم بلاء الصحابي في رفع راية الإسلام ونصرته بالعلم والعمل والجهاد، عظم حظه من تطاولهم وأحقادهم، كالخلفاء الثلاثة الراشدين، والمجاهدين الفاتحين الذين أطفأوا نار المجوسية، وكسروا ظهر الكسروية، ليتوسلوا بذلك الى الطعن في هاديهم ومعلمهم ومربيهم - صلى الله عليه وسلم -.

ولقد فقه السلف هذه الحقيقة، وتنبهوا لمراميها البعيدة، فكشفوا عوارها، وهتكوا سترها:

فعن مصعب بن عبد الله قال:

(حدثني أبي عبدُ الله بن مصعب الزبيري قال: قال لي أمير المؤمنين المهدي: " يا أبا بكر، ما تقول فيمن تنقص أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ ".

قال: قلت: " زنادقة "، قال: " ما سمعت أحدًا قال هذا قبلك! "، قال: قلت: " هم قوم أرادوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنقص، فلم يجدوا أحدًا من الأمة يتابعهم


(١) " الأضواء القرآنية لاكتساح الأحاديث الإسرائيلية وتطهير البخاري منها " لسيد صالح أبو بكر ص (١).

<<  <   >  >>