للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفصل الثالث

أسباب ظاهرة التطاول على العلماء

جماعها: الانحراف عن هدي السلف الصالح في التربية والتأديب، والتعليم والتهذيب، أما بيانها، فدونكه:

[السبب الأول: تشييخ الصحف، وافتقاد القدوة]

فقد كان السلف يمنعون من كانت وسيلته إلى الفقه الكتب من الفتوى ومن التدريس، كما يمنعون من تَلقى القرآن من المصحف من الإقراء.

قال أبو زرعة: " لا يُفتي الناسَ صُحُفيٌّ ولا يقرئهم مُصْحَفيّ " (١).

وفي " تاريخ ابن خلكان ": (المجذوب: هو من لا شيخ له) (٢).

وقد قيل: " من كان شيخه كتابه، فخطؤه أكثر من صوابه "، وقال بعضهم: " من أعظم البلية: تشييخ الصحيفة ".

وقال الإمام الشافعي رحمه الله: " من تفقه من بطون الكتب ضيَّع الأحكام ".

من يأخذ العلم عن شيخ مشافهة ... يكن من الزيغ والتحريف في حَرَمِ

ومن كان أخذه للعلم عن كتب ... فعلمه عند أهل العلم كالعدمِ


(١) " الفقيه والمتفقه " (٢/ ٩٧).
(٢) نقله عنه في " التعالم وأثره " ص (٦٧).

<<  <   >  >>