للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتعذَّر عليه ترك عيوب نفسه، وإنَّ من أعْجَز الناس من عاب الناس بما فيهم، وأعجز منه من عابهم بما فيه، ومن عاب النَّاس عابوه) (١).

المرء إن كان عاقلاً ورعًا ... أشغله عن عيوب غيره ورعُهْ

كما العليلُ السقيم أشغله ... عن وجع الناس كلِّهم وَجَعُهْ

وعن مجاهد عن ابن عباس قال: ذكروا رجلاً، فقال: " إذا أردت أن تذكر عيوب صاحبك؛ فاذكر عيوبك " (٢).

وقال أبو البُحتري العنبري:

يمنعني من عيب غيري الذي ... أعرفه عندي فوق العيب

عيبي لهم بالظن مني لهم ... ولست من عيبي في ريب

إن كان عيبي غاب عنهم فقد ... أحصى عيوبي عالمُ الغيب (٣)

وعن بكر قال: (تسابَّ رجلان، فقال أحدهما: " مُحَلِّمي عنك، ما أعرف من نفسي ") (٤).

قيل للربيع بن خثيم: " ما نراك تغتاب أحدًا "، فقال: " لست عن حالي

راضيًا حتى أتفرغ لذم الناس " (٥)، ثم أنشد:

لنفسيَ أبكي لست أبكي لغيرها ... لنفسيَ من نفسي عن الناس شاغلُ لقي زاهدٌ زاهدًا، فقال له: " يا أخي إني لأحبك في الله "؛ قال الآخر:


(١) " روضة العقلاء ونزهة الفضلاء " ص (١٢٥).
(٢) رواه البيهقي في " الشعب " (٥/ ٣١١).
(٣) " طبقات الحنابلة " (١/ ١٩٠).
(٤) رواه ابن أبي الدنيا في " الصمت " رقم (٧٠٨).
(٥) رواه البيهقي في " الشعب " (٥/ ٣١٢).

<<  <   >  >>