للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يجوز أن تُهدر مكانتُه وإمامته ومنزلته من قلوب المسلمين) (١) اهـ.

وقال أيضًا -رحمه الله تعالى-: (والفرق بين تجريد متابعة المعصوم - صلى الله عليه وسلم -، وإهدار أقوال العلماء وإلغائها: أن تجريد المتابعة ألا تُقَدِّم على ما جاء به قولَ أحدٍ ولا رأيه كائنًا من كان، بل تنظر في صحة الحديث أولاً، فإذا صح لك؛ نظرت في معناه ثانيًا، فإذا تبين لك لم تعدل عنه، ولو خالفك مَن بين المشرق والمغرب، ومعاذَ الله أن تتفق الأمة على مخالفة ما جاء به نبيها، بل لا بد أن يكون في الأمة من قال به، ولو لم تعلمه، فلا تجعل جهلك بالقائل به حجة على الله ورسوله، بل اذهب إلى النص ولا تضعف، واعلم أنه قد قال به قائل قطعًا، ولكن لم يصل إليك، هذا مع حفظ مراتب العلماء وموالاتهم واعتقاد حرمتهم وأمانتهم واجتهادهم في حفظ الدين وضبطه، فهم دائرون بين الأجر والأجرين والمغفرة) (٢).

وقد أفاد وأجاد في الموازنة بين حق " الرجل " وحق " المنهج " الأستاذ سيد قطب رحمه الله تعالى وهو يعقب على الدروس المستفادة من غزوة أحد فقال رحمه الله:

( ... وهناك حقيقة أخيرة نتعلمها من التعقيب القرآني على مواقف الجماعة المسلمة، التي صاحبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والتي تمثل أكرم رجال هذه الأمة على الله، وهي حقيقة نافعة لنا في طريقنا إلى استئناف حياة اسلامية بعون الله.

إن منهج الله ثابت وقيمه وموازينه ثابتة، والبشر يبعدون أو يقربون من هذا


(١) " إعلام الموقعين " (٣/ ٢٩٤).
(٢) " الروح " (٣٥٦ - ٣٥٧).

<<  <   >  >>