للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال ابن الحاج رحمه الله في كتابه " المدخل " بعد أن حكى من حال بعض المنتسبين إلى العلم ما لا يليق بهم: (ولهذا المعنى كان سيدي أبو محمد -ابنُ أبي جمرة -رحمه الله إذا ذُكِر له واحد من علماء وقته ممن يُنسَب إلى طَرَف مما ذُكِر، ويُثْنَى عليه إذ ذاك بفضيلة العلم، يقول: " ناقل، ناقل " خوفا منه -رحمه الله- على منصب العلم أن يُنسب إلى غير أهله، وخوفًا من أن يكون ذلك كذبا أيضًا، لأن الناقل ليس بعالم في الحقيقة، وإنما هو صانع من الصناع، كالخياط والحداد والقصار ... ) (١) اهـ. وعن معاوية بن عمرو بن المهلب الأزدي قال: (كان زائدة لا يحدِّث أحدًا حتى يمتحنه، فإن كان غريبًا قال له:

" من أين أنت؟ "، فإن كان من أهل البلد، قال: " أين مصلاك؟ "، ويسأل كما يسألُ القاضي عن البينة.

فإذا قال له، سأل عنه، فإن كان صاحب بدعة، قال: " لا تعودنَّ إلى هذا المجلس "، فإن بلغه عنه خير أدناه وحدثه، فقيل له: " يا أبا الصلت، لم تفعل هذا؟ " قال: " أكره أن يكون العلم عنده، فيصيروا أئمة يُحتاج إليهم، فيبدِّلوا كيف شاءوا ") (٢).

وقال مغيرة: " إني لأحتسب في منعي الحديث، كما يحتسبون في بذله ".

* * *


(١) " المدخل " (١/ ١٧).
(٢) " المحدث الفاصل " للرامهرمزي ص (٨٠٣).

<<  <   >  >>