للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

" وكان عبد الله بن أبي زكريا إذا خاض جُلساؤه في غير ذكر الله، رأيته كالسَّاهي، فإذا خاضوا في ذكر الله، كان أحسن الناس استماعًا " (١)، " وكان -رحمه الله- لا يكاد أن يتكلم حتى يُسأل، وكان من أبشِّ الناس، وأكثرهم تبسمًا " (٢).

وعن سلمة بن خلف بن إسماعيل قال: قلت لسفيان الثوري: " إذا أخذت في الحديث نشطت وأنكرتك، وإذا كنت في غير الحديث كأنك ميت؟ " قال سفيان: " أما علمت أن الكلام فتنة؟ " (٣).

وعن المعَلَّى قال: قال مورِّق: " أمْرٌ أنا في طلبه منذ كذا وكذا سنة، لم أقدر عليه، ولستُ بتارك طلبَه أبدًا "، قالوا: " وما هو يا أبا المعتمر؟ "، قال: " الكف عما لا يعنيني " (٤).

وقال محمد بن المنكدر: " كابدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت " (٥).

وعن جعفر بن بُرقان قال: (بلغني عن يونس -أي: ابن عبيد- فضل وصلاح، فأحببت أن أكتب إليه أسأله، فكتب إليه: أتاني كتابك تسألني أن أكتب إليك بما أنا عليه، فأخبرك أني عرضت على نفسي أن تحب للناس ما تحب لها، وتكره لهم ما تكره لها، فإذا هي من ذاك بعيدة، ثم عرضت عليها مرة أخرى تركَ ذكرهم إلا من خير، فوجدت الصومَ في اليوم الحار أيسر عليها من ذلك، هذا أمري يا أخي، والسلام) (٦).


(١) رواه ابن أبي الدنيا في " الصمت " رقم (٧١٥).
(٢) رواه ابن أبي الدنيا في " الصمت " رقم (٧١٤).
(٣) " حلية الأولياء " (٧/ ٦٣).
(٤) " الصمت " لابن أبي الدنيا رقم (٥٧٥).
(٥) " صفة الصفوة " (٢/ ١٤١).
(٦) " سير أعلام النبلاء " (٦/ ٢٩٠ - ٢٩١).

<<  <   >  >>