للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أي جانبيه- فقال معاذ بن جبل رضي الله عنه: " بئس ما قلت، والله يا رسول الله ما علمنا عليه إلا خيرًا "، فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (١) أي سكت مقرًا لإنكار معاذ على من فعل غيبة أو تلبس بها، وتشريعًا لمثله بالرد على المغتاب.

وفي حديث عتبان بن مالك رضي الله عنه قال: (قام النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي، فقال: " أين مالك بن الدُّخْشُم؟ "، فقال رجل: " ذلك منافق لا يحب الله ولا رسوله "، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " لا تقل ذلك، ألا تراه قد قال: لا إِلله إِلا الله، يريد بذلك وجه الله؟! وإِن الله قد حرم على النار من قال: لا إِله إِلا الله يبتغي بذلك وجه الله ") (٢).

وكان بين سعد وخالد رضي الله عنهما كلام، فذهب رجل يقع في خالد، رضي الله عنه، عند سعد، رضي الله عنه، فقال: " مَهْ، إن ما بيننا لم يبلغ ديننا " (٣).

عن ابن عون قال: " كانوا إذا ذكروا عند محمد -أي ابن سيرين- رجلاً بسيئة، ذكره هو بأحسن ما يعلم " (٤).

قال الإمام النووي رحمه الله: (اعلم أنه ينبغي لمن سمع غيبة مسلم أن يردها، ويزجر قائلها، فإن لم ينزجر بالكلام زجره بيده، فإن لم يستطع باليد ولا باللسان فارق ذلك المجلس، فإن سمع غيبة شيخه أو غيره ممن له عليه حق، أو من أهل الفضل والصلاح، كان الاعتناء بما ذكرناه أكثر) (٥) اهـ.


(١) رواه البخا ري (٥/ ١٣٠)، ومسلم (٤/ ٢١٢٢)، وأحمد (٣/ ٤٥٧).
(٢) رواه البخاري (رقم ٤٢٥) (١/ ٥١٩) -فتح، ومسلم رقم (٣٣) (١/ ٦١)، وغيرهما، وانظر: " الإحسان " لابن بلبان (١/ ٤٥٨).
(٣) رواه ابن أبي الدنيا في " الصمت " رقم (٢٤٦)، وأبو نعيم في " الحلية " (١/ ٩٤).
(٤) " السير " (٤/ ٦٢٠).
(٥) " الأذكار النووية " ص (٢٩٤).

<<  <   >  >>