للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الكهنة، وقول السحرة، وقول الشعراء، فما سمعت مثل كلماتك هؤلاء، ولقد بَلَغْنَ ناعوس البحر (١) فقال؛ هات يدك أُبَايِعْكَ على الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وعلى قومك؟ قال: وعلى قومي» (٢).

المثال الثاني: مع الطفيل بن عمرو رضي الله عنه: ومن بلاغته صلى الله عليه وسلم ما جاء عن الطفيل بن عمرو رضي الله عنه أنه كان شاعرًا، وسيِّدًا في قومه، فقدم مكة، فحذرته قريش من مقابلة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقالوا: إن كلامه كالسحر فاحذره أن يدخل عليك وعلى قومك ما أدخل علينا؛ فإنه يُفرِّق بين المرء وزوجه، وبين المرء وابنه، فما زالوا يحذرونه، حتى حلف أن لا يدخل المسجد إلا وقد سدَّ أُذنيه، فسد أذنيه بقطن، ثم دخل المسجد، فأعجبه فقال في نفسه: إني امرؤ


(١) قيل: ناعوس البحر، وقيل: قاموس البحر، وهو وسطه، ولُجّتَه، أو قعره. انظر: شرح النووي على صحيح مسلم ٦/ ٤٠٧.
(٢) مسلم، كتاب الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة، ٢/ ٥٩٣، برقم ٨٦٨.

<<  <   >  >>