للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ولكننا اليوم- ول بعض الوقت أيضا- بلد ذو مقدرات زراعية على الأخص أكثر من السويد الذي يمر حاليا في مرحلة ما بعد الصناعة، والذي قام، منذ فترة- ورغم ذلك- بإصلاح زراعي له تأثير هائل على كامل الحياة الاقتصادية، كما قلنا.

هكذا إذن، يجب أن يكون المنظور الزراعي المعيار الذي نقيس به فرص (خطتنا) بالنجاح. ودون أن ننسى أن الانطلاقة الاقتصادية لبلد كبلدنا يجب أن تعمل على إطعام كل الأفواه وتشغيل كل السواعد.

فللسويد حق إنتاج السليلوز بإفراط. وعلى الجزائر أن تنتج الخبز لتؤمن الظرف الرئيسي للإنتاجات الأخرى.

ولا بد هنا من الاعتراف حتى بالجهود التشجيعية، وبالمساعدات التي بذلتها الحكومة الجزائرية تجاه الفلاح هذه السنة.

ولكننا هنا لسنا من يحكم على هذه السياسة، التي استوحت قرارا جيدا بالعمل في سبيل العدالة الاجتماعية، من اهتمامها بتحقيق الوفاق بين أعمالها وأيديولوجيتها المعلنة.

إن ما نهدف إليه هنا هو التقنية، خلق جهاز التخطيط وسيرورة عمله، فعالية (خطته).

إننا مجبرون في على إعادة طرح السؤال: هل توجد (خطة) في الجزائر؟ فالأمر يتعلق بمعرفة ما إذا كان كل عمل من أعمال الدولة، يأتي بالضرورة كنتيجة لتوقعاتها، وما إذا كان كل نشاط في البلد ينمو بانتظام وفي اتجاه محددين مسبقا. بحيث يزول كل ما يخرج على تطور المجموعة، وبحيث تختفي كل (النقاط الميتة) في ديناميكية البلد الاجتماعية.

وعلينا بالأخص معرفة المكانة التي أعطيت إلى أولويات الإنتاج الغذائي في

<<  <   >  >>