للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

كل هذا يكون- في الحقيقة- جزءا من الإطار العام، وهو لا يشوهه في شيء، بل إنه لا ينفصل عن طبيعة التعدين ذاتها أو عن الصناعة بشكل عام، إلا أن كل هذا في نهاية الأمر لا يكون التعدين ولا الصناعة، فهذا ليس هدفها ولا مضمونها.

كذلك أمر النتاجات الفرعية أو النتاجات المباشرة للثقافة، إنها ليست سوى الثقافة ولا تقدم أي فكرة عن أوائليتها ولا عن دورها في المجتمع.

يترتب علينا إذن، أن نعرض للمشكلة بطريقة منهجية، علينا أولا أن نحكم بالعدل على بعض الخلط وعلى بعض الاستعمال المفرط للكلمات، مما يجعل مفهوم الثقافة أمرا غريبا، لا أصل دقيقا له ولا معنى واضحا.

علينا أولا أن ننتهي من البلبلة الفكرية المضرة جدا، والتي تجعل من كلمة ثقافة مرادفا لكلمة (علم).

هناك كلمة ل (رابليه) تبت في هذه القضية بتا قاطعا. يقول هذا الأب الروحي (للأنسية) الفرنسية: "العلم بلا ضمير مفسدة للروح).

إن العلم يعطي المعرفة، إنه يعطي اللباقة والمهارة، وفقا للمستوى الاجتماعي الذي يتم عليه البحث العلمي، والعلم يعطي امتلاك القيم التقنية التي تولد الأشياء.

والثقافة تعطي العلم، إنها تعطي السلوك والغنى الذاتي الذي يتواجد على كل مستويات المجتمع؛ والثقافة تعطي امتلاك القيم الإنسانية التي تخلق الحضارة.

الثقافة والعلم ليسا مترادفين.

الثقافة تولد العلم دائما، والعلم لا يولد الثقافة دوما، ولا يمكن استبدال أحد هذين المفهومين بالآخر. إن هذا التمييز أساسي، أولا لدى وضع برنامج يهدف إلى الارتفاع بثقافة بلد ما إلى أعلى مستوى من مستويات الحضارة، وثانيا في فهم الظواهر الاجتماعية والسياسية ذات الأهمية الأساسية.

<<  <   >  >>