كتاب الأخلاق الزكية في آداب الطالب المرضية

الْعِلْمِ، وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ، وَمَنْ فِي الاَرْضِ، حَتَّى الْحِيتَانُ فِي الْمَاءِ، وَفَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأنْبِيَاءِ، إِنَّ الأنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا، إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَ به أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ» (١).

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَة -رضيَ اللهُ عنهُ- أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم قَال: َ «إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلاّ مِنْ ثَلاثَةٍ: إِلاَّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» (٢).

وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضيَ اللهُ عنهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ خَرَجَ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ كَانَ فِي سَبِيلِ الله حَتَّى يَرْجِعَ» (٣).

وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ -رضيَ اللهُ عنهُ- أَنَّ

(١) رواه الترمذي - كتاب العلم - باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة (٥/ ٤٨) حديث أبي الدرداء -رضي الله عنه-. (٥/ ٤٨)
(٢) رواه مسلم - كتاب الوصية - باب مايلحق الإنسان من الثواب بعد وفاته (٥/ ٧٣).
(٣) رواه الترمذي - كتاب العلم - باب فضل طلب العلم - (٥/ ٢٨).