للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذه طريقة العلماء والمشايخ، فإنهم يقولون: - طلب العلم - من المهد إلى اللحد)) (١).

[أبو يوسف يموت ابنه فيوكل بتجهيزه ودفنه ليحضر الدرس]

وهذا الإمام الجليل الذكي، أبو يوسف القاضي الألمعي، كان شديد الملازمة لشيخة الإمام أبي حنيفة، لازم مجلسه ١٧ سنة أو ٢٩ سنة، ما فاته صلاة الغداة معه، ولا فارقه في فطر ولا أضحى إلا من


(١) هذا الكلام: (طلب العلم من المهد إلى اللحد) ويحكى أيضا بصيغة (اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد): ليس بحديث نبوي، وإنما هو من كلام الناس، فلا تجوز إضافته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يتناقله بعضهم، إذ لا ينسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ما قاله أو فعله أو أقره.
وكون هذا الكلام صحيح المعنى في ذاته وحقا في دعوته: لا يسوغ نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قال الحافظ أبو الحجاج الحلبي المزي: ((ليس لأحد أن ينسب حرفا يستحسنه من الكلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن كان ذلك الكلام في نفسه حقا، فإن كل ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم حق، وليس كل ما هو حق قاله الرسول صلى الله عليه وسلم)).
انتهى من كتاب ((ذيل الموضوعات)) للحافظ السيوطي ص ٢٠٢.
وهذا الحديث الموضوع: (اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد) مشتهر على الألسنة كثيرا، ومن العجب أن الكتب المؤلفة في (الأحاديث المنتشرة) لم تذكره.
وخبر الإمام أبي يوسف المذكور: من كتاب ((فضائل أبي حنيفة وأصحابه)) لأبي العباس بن أبي العوام (مخطوط) في الخبر ٧٣٠، ومن كتاب ((مناقب أبي حنيفة)) للموفق المكي ٤٨١:١، و ((مناقب أبي حنيفة)) لحافظ الدين الكردي ٤٠٥:٢، في (الفصل الثالث) في ترجمة الإمام أبي يوسف، ومن ((الجواهر المضية)) للحافظ القرشي ٧٦:١، من ترجمة (إبراهيم بن الجراح).

<<  <   >  >>