للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال أبو حاتم الرازي: إذا رأيت البغدادي يحب أحمد بن حنبل فاعلم أنه صاحب سنة، وإذا رأيته يبغض يحيى بن معين فاعلم أنه كذاب.

قول ابن معين: إذا كتبت فقمش وإذا حدثت ففتش ويحيى بن معين هو صاحب المنهج العظيم في تلقي العلم ونشره، إذ يقول كلمته التي صارت دستور المحدثين والعلماء، في التحصيل والأداء: إذا كتبت فقمش -أي اكتب كل ما تسمع واجمعه- وإذا حدثت ففتش.

[كثرة الكتب التي خلفها ابن معين]

قال صالح بن أحمد الحافظ: سمعت أبا عبد الله محمد بن عبد الله قال، سمعت أبي يقول: خلف يحيى بن معين من الكتب مئة قمطر، وأربعة عشر قمطرا (١)، وأربعة حباب شرابية مملوءة كتباً (٢).

[ابن معين كان يذب الكذب عن رسول الله]

وكان يحيى بن معين هذا، إذا حج ذهب إلى مكة من طريق المدينة، وإذا رجع من مكة رجع عن طريق المدينة، فلما حج في سنة ثلاث وثلاثين ومئتين، دخل المدينة قبل الحج في أواخر ذي القعدة، وأصابه المرض فمات لسبع ليال بقين من ذي القعدة، فتسامع الناس


(١) قال المرتضى الزبيدي في ((شرح الإحياء)) ٣٥٩:١ ((القمطر: سفط يسوى من قصب، تصان فيه الكتب)).
(٢) الحباب جمع حب بضم الحاء، وهو الجرة الكبيرة الضخمة، وكانوا يضعون كتبهم في تلك الجرار الكبيرة، حفظا لها. وشرابية منسوبة إلى الشراب.

<<  <   >  >>