للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلا وأنا إليها بالأشواق (١).

ويقول سعيد بن المسيب: ما فاتتني الصلاة في جماعة، وقال: ما فاتتني التكبيرة الأولى منذ خمسين، وما نظرت في قفا رجل في الصلاة منذ خمسين سنة.

وكان يحيى بن القطان إذا ذكر الأعمش قال: كان من النساك، وكان محافظا على الصلاة في الجماعة، وعلى الصف الأول، قال يحيي: وهو علامة الإسلام، وكان يحيى يلتمس الحائط حتى يقوم في الصف الأول.

مفتي الحرم شيخ الإسلام أبو محمد عطاء بن أبي رباح قال عنه ابن جريج: كان المسجد فراش عطاء عشرين سنة، وكان من أحسن الناس صلاة.

قال أبو مسهر حدثنا عبد الرحمن بن عامر: سمعت ربيعة بن يزيد يقول: ما أذن المؤذن لصلاة الظهر منذ أربعين سنة إلا وأنا في المسجد، إلا أن أكون مريضا أو مسافرا.

وقال زياد بن أيوب: حدثنا أبو بكر قال: كان عاصم بن أبي النجود إذا صلى ينتصب كأنه عود، وكان يكون يوم الجمعة في المسجد إلى العصر، وكان عابدا خيرا، يصلي أبدا، ربما أتى حاجة، فإذا رأى مسجدا قال: مل بنا فإن حاجتنا لا تفوق، ثم يدخل فيصلي (٢).

وعن عثمان بن حكيم؟ سمعت سعيد بن المسيب يقول: ما أذن المؤذن منذ ثلاثين سنة إلا وأنا في المسجد (٣).

وكان السلف إذا فاتتهم تكبيرة الإحرام عزوا أنفسهم ثلاثة أيام، وإذا فاتتهم الجماعة عزوا أنفسهم سبعة أيام.

وكان منهم من يبكي عندما تفوته تكبيرة الأحرام مع الجماعة، ومنهم الذي يمرض إذا فاتته الصلاة مع الجماعة.

ومنهم القائل وقد قارب التسعين: "لم أصل الفريضة منفردا إلا مرتين، وكأني لم أصلهما".

قال وكيع بن الجراح عن الإمام العظيم سليمان بن مهران (الأعمش): كان


(١) حياة الصحابة (٣/ ٩٧).
(٢) من يظلهم الله (١/ ٣٣٤).
(٣) المصدر نفسه (١/ ٣٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>