للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الورع]

الورع نوعان: مندوب، وهو ترك الشبهات، وواجب وهو ترك المحرمات.

يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [المؤمنون: ٥١]. الورع ينظف القلب من نجاسته كما يطهر الماء دنس الثوب ونجاسته.

وقد جمع النبي - صلى الله عليه وسلم - الورع في كلمة واحدة: "من حسن إسلام الرء تركه ما لا يعنيه" [ابن ماجه].

فهذا يعم الترك لما لا يعني من الكلام والنظر والاستماع والبطش والمشي والفكر وسائر الحركات الظاهرة والباطنة، فهذه الكلمة كافية شافية في الورع.

قال أبو سليمان الداراني: الورع أول الزهد كما أن القناعة أول الرضا.

قال يحيى بن معاذ: الورع على وجهين: ورع في الظاهر وورع في الباطن؛ فورع الظاهر: ألا لا يتحرك إلا لله، وورع الباطن هو ألا تدخل قلبك سواه.

المرء إن كان عاقلا ورعا ... أشغله عن عيوب غيره ورعه

كما العليل السقيم أشغله ... عن وجع الناس كلهم وجعه (١)

وإليك قصصًا في ورع الرسول - صلى الله عليه وسلم - والصحابة والتابعين والصالحين، نسأل الله أن يرزقنا الورع.

[ورع الرسول]

عن أنس - رضي الله عنه - أن النبي- صلى الله عليه وسلم - مرَّ بتمرة في الطريق، فقال:" لولا أني أخاف أن تكون من الصدقة لأكلتها" [رواه البخاري].

ماذا لو علم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن هناك أناسا من أمته يأكلون أموال اليتامى ظلما،


(١) ديوان الشافعي: ٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>