للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أن يستغني عن العلم فليبك على نفسه، ومن ظن أنه علم فقد جهل (١).

ويقال إن سقراط قال: لقد علمت شيئا واحدا وهو أنني لا أعلم شيئا.

ومن كلام أبي يوسف: العلم شيء لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلك.

[فطنة العالم]

حلف هارون الرشيد على زوجته ألا تبيت ليلتها في بلد يدخل في ولايته، كان واقعا تحت تأثير ثورة غضب بعد خلاف نشب بينهما، وأسقط في يد هارون الرشيد بعد أن هدأت ثورة غضبه وأدرك أن الطلاق كائن لا محالة، ولكنه سرعان ما استنجد بقاضيه فأسرع في استدعائه، وجاء أبو يوسف متعجلا يلي طلب الخليفة وهو لا يعرف فيم استدعاه، وقص هارون على أبي يوسف قصة اليمين، وما أسرع أن حل أبو يوسف المشكلة دون عناء، لقد قال فورا: فلتذهب زوجة الخليفة إلى المسجد لتبيت فيه.

إن المسجد هو المكان الوحيد الذي لا يقع تحت ولاية الخليفة -مع امتداد رقعة الملك في ذلك الوقت- حتى لقد كان هارون ينظر إلى السحابة تمر فيقول لها: أمطري حيث شئت فسيأتيني خراجك.

وذهبت زوجة الخليفة إلى المسجد وقضت فيه ليلتها ولم يحنث الخليفة في يمينه، ولم يقع الطلاق، ولم تتأثر كرامة الزوجة، لأنها قضت ليلتها في ضيافة الرحمن في بيته، وكانت فرصة طيبة لتقوم ليلتها تشكر الله على نعمه، قال تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [الجن: ١٨].

[نماذج فريدة معاصرة]

كان الإمام البنا يحفظ ١٨ ألف بيت شعر ومثلها من النثر.

ويقول عمر التلمساني: أقبلت على القراءة الدينية، فقرأت تفسير الزمخشري، وابن كثير، والقرطبي، وسيرة ابن هشام، وغيرها من السير، وقرأت أسد الغابة، والطبقات الكبرى، ونهج البلاغة والأمالي والعقد الفريد لابن عبد ربه، والمخصص لابن سيده،


(١) الإمام أبو حنيفة ١٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>