للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويلهيك حسن زمان الربيع ... فأخذك للعلم قل لي متى؟

لو عشت مثلا ٧٠ سنة وضاعت منك كل يوم ٥ دقائق ضاع منك ٣ أشهر، وإذا ضيعت عشر دقائق ضاع من حياتك ٦ أشهر، وإذا ضيعت ٢٥ دقيقة ضاعت منك سنة كاملة.

[هكذا يطلب العلم]

يحكى أن أحد أبناء الخليفة المهدي دخل على شريك، فجلس يستمع إلى دروس العلم التي يلقيها شريك، وأراد أن يسأل سؤالا، فسأله وهو مستند على الحائط وكأنه لا يحترم مجلس العلم، فلم يلتفت إليه شريك، فأعاد الأمير السؤال مرة أخرى، لكنه لم يلتفت إليه وأعرض عنه، فقال له الحاضرون: كأنك تستخف بأولاد الخليفة، ولا تقدرهم حق قدرهم؟

فقال شريك: لا، ولكن العلم أزين عند أهله من أن يضيعوه، فما كان من ابن الخليفة إلا أن جلس على ركبتيه ثم سأله، فقال شريك: هكذا يطلب العلم.

وكان الطبري عالي الهمة، عظيم الاجتهاد، ومما يحكى عنه أن رجلا جاءه يسأله في العروض، وهو علم يعرف به الشعر من (النثر)، ولم يكن الطبري له إلمام كبير بهذا العلم فقال له: على قول ألا أتكلم اليوم في شيء من العروض، فإذا كان في غد فتعال إلي، ثم طلب أبو جعفر كتاب العروض فتدارسه في ليلته، وقال: أمسيت غير عروضي وأصبحت عروضيا.

وظل الطبري أربعين عاما يكتب كل يوم أربعين ورقة، قاصدا بذلك وجه الله، بما ينفع به الإسلام والمسلمين.

ولما ترك الألوسي منصب الإفتاء بالعراق، تفرغ لتفسير القرآن الكريم، وتعلقت نفسه رغبة لإتمام هذا العمل، فكان في أحيان كثيرة يقوم من نومه، ويترك فراشه حين يخطر بذهنه معنى جديد لم يذكره المفسرون السابقون عليه، ولا يهدأ له بال حتى يسجل خواطر في كراريسه، وعندئذ يعود إليه الهدوء، ويزول عنه القلق والتوتر، ويذهب إلى فراشه حيث يستسلم للنوم.

وكان عبد الله بن المبارك سريع الحفظ، لا ينسى ما حفظه أبدا، يحكى أحد أقربائه

<<  <  ج: ص:  >  >>