للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال: لا، فقالوا: تكفونا المؤنة، ونشرككم في الثمرة، قالوا: سمعنا وأطعنا" [رواه البخاري].

إنهم يريدون أن يتبرعوا بنصف أموالهم لإخوانهم المهاجرين تعويضًا لهم عما تركوه في مكة في سبيل الله، ولا يقوم بهذا الإيثار إلا من قوي إيمانه وزكَّى نفسه من الحقد والحسد.

[في أحد]

عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول - صلى الله عليه وسلم - أُفرد يوم أحد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش فلما رهقوه، قال:"من يردهم عنا وله الجنة؟ أو هو رفيقي في الجنة". فتقدم رجل من الأنصار فقاتل حتى قتل، ثم رهقوه أيضًا فقال: من يردهم عنا وله الجنة؟ أو وهو رفيقى في الجنة؟ " فتقدم رجل من الأنصار فقاتل حتى قتل" [رواه مسلم].

وكان آخر هؤلاء السبعة عمارة بن يزيد بن السكن، قاتل حتى أثبتته الجراحة فسقط.

كل منهم يؤثر الرسول - صلى الله عليه وسلم - على نفسه حتى ماتوا ورزقهم الله الشهادة.

[إيثار الرجال]

روي أنه اجتمع عند أبي الحسن الأنطاكي نيف وثلاثون رجلاً لهم أرغفة معدودة لا تكفيهم شبعًا، فكسروها وأطفأوا السراج، وجلسوا للأكل، فلما رفعت المائدة فإذا الأرغفة محلها لم ينقص منها شيء لأن كل واحد منهم لم يأكل إيثارًا للآخرين على نفسه حتى لم يأكلوا جميعًا، وهكذا آثر كل مسلم جائع منهم غيره، فكانوا من أهل الإيثار جميعًا.

[أبو هريرة]

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: والله الذي لا إله إلا هو إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع، وإن كنت لأَشد حجرًا على بطني من الجوع، ولقد قعدت يومًا على طريقهم الذي يخرجون منه، فمر بي أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله ما سألته إلا ليشبعني، فمر ولم يفعل. ثم مر بي عمر فسألته عن آية من كتاب الله ما سألته إلا ليشبعني، فمر فلم يفعل. ثم مر بي أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم - فتبسم حين رآني وعرف ما في نفسي وما في وجهي ثم قال: يا أبا هر، قلت: لبيك يا رسول الله، قال: الحق،

<<  <  ج: ص:  >  >>