للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكانت ابنة عمر بن عبد العزيز تقول له: يا أبت إن البنات يعيرنني، فيقلن: لم لا يحليك أبوك بالذهب؟

فيقول: يا بنية قولي لهن: إن أبي يخشى علي حر اللهب (١).

[كلمات من ذهب]

قال الليث بن سعد وغيره: كتب رجل إلى ابن عمر أن اكتب إليَّ بالعلم كله، فكتب إليه: إن العلم كثير، ولكن إن استطعت أن تلقي الله خفيف الظهر من مال الناس، خميص البطن من أموالهم، كاف اللسان عن أعراضهم، لازما لأمر جماعتهم، فافعل.

وقال أحد طللاب العلم لمحمد بن واسع: أوصني يا أبا عبد الله.

فقال: أوصيتك أن تكون ملكا في الدنيا والآخرة، فدهش السائل وقال: وكيف لي بذلك يا أبا عبد الله؟

فقال: ازهد بعرض الدنيا تكن ملكا هنا بالاستغناء عما في أيدي الناس، وملكا هناك بالفوز بما عند الله من حسن الثواب (٢).

[عفة عبيد بن عمير]

ذكر أبو الفرج ابن الجوزي أن امرأة جميلة كانت بمكة، وكان لها زوج، فنظرت يومًا إلى وجهها في المرآة فقالت لزوجها: أترى أحدًا يرى هذا الوجه ولا فتن به؟

قال: نعم.

قالت: من؟

قال: عبيد بن عمير.

قالت: فائذن لي فيه فلأفتننه.

قال: قد أذنت لك. فأتته كالمستفتية، فخلا معها في ناحية في المسجد الحرام، فأسفرت عن وجه مثل فلقة القمر، فقال لها: يا أمة الله استتري. فقالت: إني قد فتنت بك.


(١) صور من حياة الصحابة ٥٠١.
(٢) صور من حياة التابعين ٢٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>