للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أن تستشعر دوام إحسانه عليك مع إساءتك وتفريطك.

وأن تعلم أنك بعين الله في متقلبك ومثواك.

وأن تذكر وقوفك بين يدي الله ومساءلته إياك عن الصغيرة والكبيرة.

[ما لي لا أجزع؟!]

لما احتضر الأسود بن يزيد النخعي بكى فقيل له: ما هذا الجزع؟

فقال: ما لي لا أجزع؟! ومن أحق بذلك مني؟! والله لو أنبئت بالمغفرة من الله لأهابن الحياء منه مما صنعت، إن الرجل ليكون بينه وبين الرجل الذنب الصغير فيعفو عنه فلا يزال مستحيا منه.

إن الرجل في حضرة من يجلهم ويحرص على استرضائهم يضبط سلوكه ضبطًا محكما، فكيف تتصرف والله لا يغيب عنك أبدا؟ وفي الأثر: "استحي من الله كما تستحي من أولي الهيبة من قومك".

[افرح مع الحياء]

عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:" البكر تستأذن" قلت: إن البكر تستحي، قال: "إذنها صماتها" [رواه البخاري]، فيحفظ النبي لكل فتاة حياءها، ويجنبها مشقة الإفصاح عن الموافقة على الزواج صراحة، ويبين الاكتفاء بصمتها دليلا على رضاها.

[حياء وسط الرجال]

عن صفية بنت حيي أم المؤمنين رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معتكفا فأتيته أزوره ليلا، فحدثته ثم قمت فانقلبت فقام معي ليوصلني إلى داري -وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد- فمر رجلان من الأنصار فلما رأيا النبي أسرعا.

فقال النبي:"على رسلكما إنها صفية بنت حيي".

فقالا: سبحان الله يا رسول الله!.

قال: "إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما سوءا" [رواه البخاري].

<<  <  ج: ص:  >  >>